ابنة الفجر
انا ان اغمـض الحمام جفونــي ودوى صوت مصرعي في المدينـــة
وتمشى في الارض دارا فدارا فسمعــــت دويـــــــه ورنينــــــــــــــــه
لا تصيحـــي واحسرتا لئــــلا يدرك السامعـــــــون ما تضمـــرينــــه
واذا زرتني وابصرت وجهي قــد محـــــا المـــوت شكــــه ويقينــــــه
ورأيت الصحاب جائين حولي يندبـــــون الفتـــــى الـــذي تعرفينـــــــه
وتعالـى العـويل حــولك ممـن مارســــوه واصبحــــــوا يحسنـونــــــــه
لاتشقـي علــي ثوبــك حزنــا لا ولا تذرفـــــي الدمــــــوع السخينـــــة
غالبي اليأس وجلسي عند نعشي بسكـــــون انـي أحــب السكينــــــــــــة
ان للصمــت في المآتم معـــن تتعـــزى بــه النفـــوس الحزينــــــــــــة
ولقـول العــذال عنــك بخيلــــة خيــــر مـــن قـولهــــــم مسكينـــــــــــة
واذا خفــت ان يثور بـك الوجد فتبــدو أسرارنا المـــكنـــونـــــــــــــــــه
فارجعـي وسكبي دموعك سرا ومسحــي باليديــن مــا تســكبينـــــــــــه
يابنـت الفجـر مـن احبك ميت ولأنـــت بمثـــــل هـــذا مــهيـنـــــــــــه
زايــل النـور مقلتيــه وغابـــت تحــت أجفانه المعـانـي المبينـــــــــه
فأصيخي ! هل تسمعين خفوقا كنـت قبـلا فـي صـدره تسمـعينــــــه
ونظـري ثـم فكري كيف أمسى ليـس يـدري عــدوه وخــــدينــــــــــه
ساكنـا لايقــول شيئـا ولا يسمع شيئــا وليـــس يبصـــر دونـــــــــــــه
لايبالــي اأودعـــوه الثـــــــريا آم رمــوه فـي حمئة مسنــونــــــــــــة
واذا الحارســـان نامــا عيـــاء ورأيت أصحابه يتــركــونـــــــــــــــه
فتعالــــي وقبلــــي شفتيـــــــه ويــديـــه وشعـــره وجـبـيـنــــــــــــــه
قبـل ان يسـدل الحجـاب عليه ويــوارى عنــك فــلا تبصــرينـــــــــه
واحذري ان تراك عين رقيب ولئــن كــان جــــــل ماتحـذرينــــــــــه
فــإذا ما أمنت لا تتـــركيـــه قبلمـــا يفتـــح الصبــــــاح جفــونــــــه
واذا الساعـــة الرهيبـــة حانت ورأيـــــت حراســــه يحملـــونـــــــــه
وسمعتي الناقــوس يقرع حزنا فيـــرد الـــوادي عليـــــه انينــــــــــــه
زودي الراحل الذي مات وجدا بالــذي زود الغــريــق السفينـــــــــــة
نظــرة تعلــم السمــاوات منهـا انـــه مــات عــن فتــــاة امينــــــــــــة
طوت الارض من طوى الارض حيا وعلاه من كان بالأمس دونـــــــــه
واختفــى في التراب وجه صبيح وفـــــؤاد حــــر ونفـــــس مصونــــــه
واذا مــاوفتي عنـد الســواقـــــي وذكـــرت وقـــوفـــــه وسـكينـــــــــــه
حيث أقسمت ان تدومــــي علـى العهـــد والـــى بأنــه لــن يخـونــــــــه
حيــــث علمتــه القريــض فأمسى يتغنـــى كــي تسمعـي تلحينــــــــه
فذكــريه مــع البـــروق السـواري وندبيــه مــع الغيــــوث الهتـونـــة
واذا مامشيتـي فـي الروض يـوما ووطئــــت سهــــوله وحزونــــــه
وذكــــرتي مواقـــف الوجد فيـــه عندمـــا كنـــت بالهـــوى تغرينــــه
حيــث علمتــه الفتـــون فأضحى يحســـب الارض كلهــا مفتـونــــــة
حيــث وسدتــه يمينـــك حتــــى كـــــاد ينســى شمالــــه ويمينـــــــــه
حيث كنـت وكان يسقيك طورا مــن هــواه وتـــارة تســـقيــنـــــــــــه
حيث حاك الربيع للروض ثوبا كــان أحلى لديـــه لو ترتدينـــــــــــــه
فلثمــــي كـل زهـرة فيـه فانـي كنـت أهوى زهــوره وغصونــــــــــه
ثــم قـولـي للطيـر مـات حبيبي فـلمــــاذا ياطيـــــــر لاتبكينــــــــــــه؟
واذا ما جلسـت وحدك في الليل وهاجــــت بــك الشجـون الدفينـــــــــة
ورأيت الغيــوم تــركض نحـو الغــرب ركضـــا كأنها مجنونــــــــــة
ولحظــت مــن الكــواكب صدا ونفــارا وفــي النسيــــم خشـونــــــــــه
فغضبتـي علـــى الليالي البواقي وحننتــي الـــى ليالينــــا الثمينــــــــــة
فاهحري المخدع الجميل وزوري ذلـــك القبـــر ثـم حيـي قطينــــــــــــه
ونثـــري الـورد حــوله وعليـــه وغــرسـي عنــد قلبـــه ياسمينــــــــــه
ايليا ابو ماضي