اسس مخاطبة الطفل

الأولى : القدوة الحسنة في المربي :
للقدوة الحسنة أثر كبير في نفس الطفل، إذ كثيراً ما يقلد الطفل والديه، حتى إنهما يطبعان فيه أقوى الآثار " فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه" .
إن مما يدل على أثر القدوة الحسنة في نفس الطفل ما حصل من ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ مع رسول الله ـ صلى الله عليه و على آله و سلم ـ ...
أخرج البخاري ـ رحمه الله ـ عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : بتُّ عند خالتي ميمونة ليلة، فقام النبي ـ صلى الله عليه و على آله و سلم ـ ، فلما كان بعض الليل، قام رسول الله ـ صلى الله عليه و على آله و سلم ـ فتوضأ من شنّ مُعلق و ضوءاً خفيفاً، ثم قام يصلي، فقمت، فتوضأت نحواً مما توضأ، ثم جئتُ فقمت عن يساره، فحوّلني، فجعلني عن يمينه، ثم صلى ما شاء الله .. الحديث .
فانظر أخي و أختي .. فقد توضأ الطفل على نحو ما رآه، ثم وقف يصلي ...

وأيضاً هناك بعض التصرفات قد تعلم الطفل صفة حميدة أو ذميمة ...
أخرج أبو داود عن عبد الله بن عامر قال : دعتني أمي يوماً، و رسول الله ـ صلى الله عليه و على آله و سلم ـ قاعد في بيتنا، فقالت : تعال أعطك، فقال لها رسول ـ صلى الله عليه و على آله و سلم ـ : " ما أردت أن تعطيه؟" قالت : أردت أن أعطيه تمراً، فقال لها ـ صلى الله عليه و على آله و سلم ـ : " إما إنكِ لو لم تعطه شيئاً، كُتِبت عليكِ كذبة" .
و هذا القصة .. تذكرنا بما يفعله كثير من الآباء أو الأمهات أو غيرهم .. من الكذب على أبناءهم عندما يريدونهم يأتون إليهم .. و يشيرون للطفل بشيءٍ ما ـ مفتاح مثلا .. الخ ـ ثم عندما يأتيه الطفل يخفيه عنه .. و هو لا يدري أن هذا التصرف يعلم الطفل الكذب و تكتب